الأدب عند السلف

0





يقول  ابن المبارك رحمه الله تعالى : (( تعلمت الأدب ثلاثين سنة ، وتعلمت العلم عشرين سنة ، وكانوا يتعلمون العلم الأدب ثم العلم  ))
هكذا بين ابن المبارك رحمة الله تعالى عليه فضل الأدب وأهميته عند السلف ، ولو تتبعنا أقوالهم رحمهم الله تعالى في هذا المجال لطال بنا المقام   لكن نذكر بعضاً منها على سيبل التذكير والإيجاز :
١. يقول الإمام الشافعي  رحمه الله تعالى : (( من أحب أن يفتح الله قلبه فعليه بالخلوة ، وقلة الأكل ، وترك مخالطة السفهاء ، وبغض أهل العلم الذين ليس معهم إنصاف ولا أدب )) .
٢. وقال الحسن : (( إن كان االرجل ليخرج  في أدب  نفسه السنتين ثم السنتين )) .
٣. قال ابن سيرين : (( كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم )) .
٤. قال بعض السلف : (( يابني : لأن تتعلم باباً  من الأدب أحب إلي من أن تتعلم سبعين باباً من أبواب العلم )) .
٥. قال مخلد بن الحسين لابن المبارك : (( نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث )) .
٦. قال حبيب الجلاب : (( سألت بن المبارك : ماخير ماأعطي الإنسان ؟  قال : عريزة عقل قلت : فإن لم يكن ؟ قال : أخ شفيق يستشيره . قلت ُفإن لم يكن ؟ قال : صمت طويل . قلت : فإن لم يكن ؟ قال : موت عاجل )) .
 والأقوال والقصص كثيرة أسال الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا إياكم الأدب وحسن الخلق .

ألا فزوروها فإنها تذكركم الآخرة

0






المحتويات
١. حاجة الناس إلى التذكير  .
٢. زيارة القبور من أعظم مايذكر الإنسان بالآخرة  .
٣. يوم لزيارة القبور .

     حاجة الناس إلى التذكير    

الناس محتاجون لمن يذكرهم ليوم معادهم ، لأن الإنسان يغفل مع مشاغل الدنيا التي لاتنقضي ، ولذلك ذكر الله سبحانه وتعالى  في كتابه أن الذكر يعود للمؤمن بالنفع فقال (( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين  )) فالذي يذكر الناس  ينفعهم في أمور دينهم ودنياهم  ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : (( خير الناس أنفعهم للناس )) .

    زيارة القبور من أعظم مايذكر الإنسان بالآخرة   


من الأمور والأعمال التي ينبغي على الإنسان أن يفعلها بين الفينة والأخرى زيارة القبور لغرض أسمى وهو تذكر الآخرة 
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( كنت قد نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تزهد في الدنيا ، وتذكر الآخرة )) بن ماجة
تذكر الآخرة فتصغر في عينيك هموم الدنيا وملذاتها
تذكر الآخرة فتعمل لها لأن المحرك للعمل الصالح الخوف والطمع فيما عند الله 
تذكر الآخرة فتخشع  في صلاتك قال تعالى : ((  وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ{45} الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ{46} ))
تذكر الآخرة لتمتنع عن الذنوب فالمو إذا ذُكر في القلب كان أشد بعداً عن الذنب 

    يوم لزيارة القبور   


خصص لك يوم لتزور فيه القبور ، يوم أسبوعي أو شهري يوم تحاسب فيه نفسك على تقصيرك في جنب الله لتنال تقوى الله والدرجة العاليه الرفيعة .

ارجع فصل فإنك لم تصل

0










جلست اليوم في زاوية من زوايا المسجد بين يدي  كتاب اقرأه ، والمسجد الذي أصلي فيه مسجد مزدحم بعض الشيء لقربه من السوق ، فأشغلتني كثرة دخول وخروج الناس في المسجد وهذا أمر بدهي لكن ما شد انتباهي سرعة صلاتهم إلا القليل منهم وكأن أحد يطاردهم ، فدخل شاب فاستقبل القبلة وكبّر ،  وماهي إلا لحظات يسيرة وإذا به يسلّم ! ومن كثرة استغرابي من سرعة صلاته  ؛ حاولت قراءة الفاتحة بأسرع طريقة ممكنة أثناء قيامه فلم استطع مسابقته ! 
فتذكرت الحديث الذي في  الصحيحين : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان جالساً في المسجد مع أصحابه يوماً ، فدخل رجل فصلى ، وجعل النببي صلى الله عليه وسلم  يرمقه وهو يصلي ، ثم جاء  فسلم على النبي صلى الله  عليه وسلم  فرد عليه السلام ثم قال : (( ارجع فصل فإنك لم تصل ))
فرجع الرجل فصلى  صلاته الأولى ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له : (( ارجع فصل فإنك لم تصل )) 
فرجع الرجل فصلى  ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه فقال له : (( وعليك السلام : ارجع فصل فإنك لم تصل )) 
فقال الرجل : والذي بعثك بالحق ماأحسن غير هذا فعلمني 
فقال عليه الصلاة والسلام : (( إذا قمت إلى الصلاة فكبر ثم اقرأ ماتيسر معك من القرآن ، ثم اركع حتى  تتطمئن راكعاً ، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً ، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً ثم ارفع حتى تطمئن جالساً ثم افعل ذلك في صلاتك كلها )).
فلذلك التنبيه واجب وخصوصاً أن الأمر متعلق بركن من أركان الإسلام وهو الصلاة .
وينبغي على المؤمن أن يتعلم أحكام صلاته ودينه ولا ينتظر من الآخرين أن يبادروا بتعليمه .


الطواف أم الصلاة ؟

0



أيهم أفضل في الحرم المكي الطواف أم الصلاة ؟

١) منهم من يقدم الطواف :

. لأن الطواف تحية البيت وهو يقوم مقام الصلاة للداخل فيه .
. في سورة البقرة آية ١٢٥ قال تعالى (( أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ (125) )) قُدم فيها الطواف على الصلاة ، أستدل بها بعض فقهاء الشافعية على فضل الطواف على الصلاة .

٢) ومنهم من يقدم الطواف على الصلاة للزائر المغترب دون المقيم بمكة :

وقال بهذا القول ابن عباس ومجاهد  وعطاء وسعيد بنن جبير وغيرهم 
روى عبدالرزاق عن ابن جريج قال : كنت أسمع عطاءً يسأله الغرباء : الطواف أفضل لنا أم الصلاة ؟ 
فيقول : أمّا لكم فالطواف أفضل ؛ إنكم لاتقدرون على الطواف بأرضكم ، وأنتم تقدرون هناك على الصلاة .
وروى عبدالرزاق عن هشام عن الحسن وعطاء قالا : (( إذا قام الغريب بمكة أربعين يوماً ، كانت الصلاة أفضل له من الطواف )).



جميع الحقوق محفوظه © مدونة جديدكم

تصميم الورشه