وقفة مع سورة العصر

سورة العصر

بسم الله الرحمن الرحيم

وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)

اخواني واخواتي الاكارم هذه السورة سورة عظيمة جليله حري بكل مسلم ان يتاملها ويتدبرها ويفقه معانيها ويعمل بمقتضاها

فهي منهج حياة ولذلك يروى عن الشافعي رحمه الله تعالى انه قال((لوتدبر الناس هذه السورة لوسعتهم))

وقال عبدالله بن حصن ((كان الرجال من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا,لم يتفرقا إلا على أن يقرأ احدهما على الاخر((سورة العصر))إلى اخرها ،ثم يسلم أحدهما على الآخر .الطبراني في الاوسط

وهذا يدل على جلاله هذه السورة وجلالة معانيها وكل سور القران عظيمة وجليلة ولكن يفضل بعضها على بعض كماقال بعض اهل العلم

والعصر:هو الزمان الذي يقع فيه حركات بني ادم من خير وشر

وقيل هو العشي ووالاول  هو المشهور

والله سبحانه وتعالى له ان يقسم بماشاء من مخلوقاته وليس للمخلوق ان يقسم الا بالخالق

والله سبحانه وتعالى عظيم لايقسم الا بعظيم فالاوقات والازمان عظيمة في حياة المرء فلابد ان يحرص عليها ويستغلها بطاعة ربه الكريم سبحانه وتعالى

والا خسر خسرانا مبينا ولذلك قال سبحانه وتعالى بعد ان اقسم ((إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ))وهذه العبارة لابد كل واحد منا ان يقف امامها ويراجع حساباته

فالعظيم سبحانه وتعالى يقسم بان الانسان في خسر فمن منا يريد الخساره ومن منا يريد ان يهون في الدنيا والاخره

ثم استثنى من ذلك اناسا يتصفون باربع صفات من اتصف بها ابعده الله تبارك وتعالى عن طريق الخسران والهوان

ماهي هذه الصفات ؟ دعونا نقف معها وقفات بسيطه لعل الله سبحانه وتعالى ان يوفقنا في السير على هذا النهج وتجنب الزيغ والضلال وطريق اهل الاهواء والخسران

اولا:الايمان

اخواني واخواتي الايمان هو الخطوة الاولى في الطريق الى الله سبحانه وتعالى فلذلك لابد ان نعمقه بقلوبنا ونحرص على زيادتة لكي يوفقنا الله تبارك وتعالى

للعمل الصالح الذي هو ثمرة الايمان ودليل صلاح القلب ولذلك نجد ان النبي عليه الصلاة والسلام يحثنا على تعميق الايمان في قلوبنا وتقويته في كثير من المواضع

قبل ان يحثنا على العمل الصالح فقد قال النبي عليه الصلاةوالسلام((المؤمن القوي خير واحب الى الله من المؤمن الضعيف))بعد ان امر بتقوية الايمان وحث عليه

امر بعد ذلك بالعمل فقال ((احرص على مماينفعك واستعن بالله ولاتعجز......))فلذلك من يشتكي التقصير في الاعمال والاقوال الصالحه

فقل له عليك بالايمان تعرف على الله في كتابه وفي مخلوقاته رقق قلبك بشي من القران والوعظ والارشاد النبوي لكي ينشط قلبك فتنشط جوارحك فتقبل على الله وكلك شوق ولهفه

ثانيا:العمل الصالح

العمل الصالح دليل على الايمان ولذلك دائما نجد في كتاب الله تبارك وتعالى اقتران الايمان بالعمل((امنوا وعملوا الصالحات))

ولذلك فالايمان ((تصديق بالجنان وقول باللسان وعمل بالاركان))فالايمان محتاج الى عمل والعمل محتاج الى ايمان وقد ذكرنا باول الكلام اهمية الوقت فلابد ان يستغله بطاعة الله ومرضاته وخير الاعمال ادومها وان قلت

ثالثا:التواصي بالحق

ان الانسان يشعر بالطمئنينة والسعاده اذا حقق الامرين اوليين ((الايمان والعمل الصالح))ولكن لابد ان لايعتقد ان المساله انتهت

فالنبي عليه الصلاةوالسلام يقول((لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحب لنفسه)) فلابد من نقل الخير للغير لكي يعم الصلاح في الكل ويعبد الله تبارك وتعالى في الارض على اكمل وجه فلابد ان يسعى الانسان ان يكون داعية للحق ناشر للخير باوساط الناس ويبتدأ باقرب الناس اليه قال تعالى((ياايها الذين امنوا قووا انفسكم واهليكم نارا))

ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم لكي ينجوا من عذاب الله ولكي ينال الاجر فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول لعلي رضي الله عنه((لئن يهدي الله بك رجلا واحده خير لك من حمر النعم))

رابعا:التواصي بالصبر

الداعية اذا نزل بساحه الدعوة الى الله وتغلغل في اوساط الناس ناشرا الخير بينهم فانه يرى بطبيعة الحال الناس يختلفون في طباعهم وسلوكهم وتربيتهم فمنهم الغضوب ومنهم اللين ومنهم الجافي ....الخ ولذلك قد يبتلى ببعض التصرفات من بعض الجهال والمخالفين له فالذلك عليه بالصبر على اذاهم وتحمل المشاق في تبليغ الدعوة فهذا هو منهج الانبياء رضوان الله عليهم وهو عمل من اعمال اولي العزم((يابني اقم الصلاة وامر بالمعروف وانهى عن المنكر واصبر على مااصابك ان ذلك من عزم الامور))فلابد ان يصبر ويحتسب ويحث رفاقه على الصبر والمصابره((ياايها الذين امنوا اصبر وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون))

جعلنا الله واياكم من المؤمنين العاملين الداعين للحق الصابرين المرابطين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين

وصلي الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم

اعداد :مدونة جديدكم