كلام نفيس لابن القيم رحمه الله عن حديث ((تعرض الفتن ....))

0












بسم الله الرحمن الرحيم


عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال:سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم يقول :



(( تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فأى قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء 



وأى قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير على قلبين على أبيض



مثل الصفا فلا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض 



والآخر أسود مربادا كالكوز مجخيا لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه )) رواه مسلم



يقول ابن القيم رحمه الله تعالى في هذا الحديث :



فشبه عرض الفتن على القلوب شيئا فشيئا كعرض عيدان الحصير 



وهي طاقاتها شيئا فشيئا وقسم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين :



قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها كما يشرب السفنج الماء



فتنكت فيه نكتة سوداء فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس



وهو معنى قوله كالكوز مجخيا أي مكبوبا منكوسا فإذا اسود وانتكس 



عرض له من هاتين الا فتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك :



أحدهما : اشتباه المعروف عليه بالمنكر فلا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا



وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرا والمنكر معروفا



والسنة بدعة والبدعة سنة والحق باطلا والباطل حقا



الثاني : تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول صلى الله تعالى عليه وآله وسلم 



وانقياده للهوى واتباعه له 



وقلب أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه



فإذا عرضت عليه الفتنة أنكرها وردها فازداد نوره وإشراقه وقوته 



والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها



وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات فتن الغي والضلال فتن المعاصي والبدع



فتن الظلم والجهل فالأولى توجب فساد القصد والإرادة



والثانية توجب فساد العلم والاعتقاد .انتهى



المرجع:إغاثة اللهفان (1 /12) 











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق




جميع الحقوق محفوظه © مدونة جديدكم

تصميم الورشه