الحياة والتجارب

  

هناك أقوال كثيرة تجعلنا نهتم بمسألة التجارب اليومية

فالحياة تجارب وكلما زاد عمر المرء زادت خبرته وتجربته

وأنا شخصيا أتذكر قول بعضهم ((اللي ماله كبير ماله تدبير))

فعلا اللي ماله كبير ماعنده تدبير لان كبير السن أكثر منه خبرة وتجربة ورأي وجرب وعايش مالم يعشه غيره

فحق لنا أن نجلس مع كبار السن وأصحاب الخبرات وأصحاب الرأي السديد لننهل من تجاربهم العملية 

وأنا لازلت أتحسر على فراق أبي وقرة عيني لانني أنحرمت من أشياء كثيرة لإنشغالي بالذي هو أدنى 

عن الذي هو خير ولكن مازالت بعض الكلمات التي قالها لها صدى في عقلي وفؤادي 

لأني بعد أن جربت عرفت الحقيقة التي كان يقولها وقد كنت أعتبرها آنذاك ضربا من الوهم

لانني كنت صغيرا وهو كبير وانا لم أجرب وهو الذي جرب وانا الذي كنت جاهلا وهو متعلم

فلذلك مازلت أنصح نفسي وأخواني وأحبابي بالجلوس مع من هو أعلم منهم وأعظم خبرة منهم لكي لانندم ولاينفع الندم وقتها

وأضع بين أيديكم جملة من أقوال السلف ووبعض الحكماء في هذا الباب اقتنصتها من كتاب ((أدب الدنيا والدين))

علها ان تنفعنا.

يقول ابن ابي الدنيا:

ولذلك حمدت العرب آراء الشيوخ حتى قال بعضهم:

المشايخ أشجار الوقار،ومناجع الأخبار ،لايطيش لهم سهم،ولايسقط لهم وهم

إن رأوك في قبيح صدوك،وإن أبصروك على جميل أمدوك.

وقيل : عليكم بآراء الشيوخ فإنهم إن فقدوا ذكاء الطبع فقد مرت على

عيونهم وجوه العبر  ، وتصدت لأسماعهم آثار الغير.

وقيل في منثور الحكم:

من طال عمره نقصت قوة بدنه وزادت قوة عقله.

وقيل فيه:لاتدع الأيام جاهلا إلا أدبته .

وقال بعض الحكماء:

كفى بالتجارب تأدبا وبتقلب الأيام عظة.

بعض البلغاء :

التجربة مرآة العقل ،والغرة ثمرة الجهل .

وقال بعض الأدباء :

كفى مخبرا عمابقى مامضى وكفى عبرا لأولي الألباب ماجربوا.

وقال بعض الشعراء :

ألم تر أن العقل زين لأهله     ولكن تمام العقل طول التجارب 

وقال آخر إذا طال عمر المرء في غير آفة     أفادت له  الأيام في كرها عقلا